ما الذي يحدث بين باريس والرباط؟ إلغاء اجتماعات رسمية، وتساؤلات بشأن زيارة ماكرون
وصفت مسؤولة في الخارجية الفرنسية الشراكة بين بلادها والمغرب بـ”الاستثنائية”، رداً على
استفسارات بشأن توتر جديد يسيطر على العلاقات بين المغرب وفرنسا، لكن تلك التطمينات لم تكن
مقنعة، خاصةً مع بعض التطورات التي كشفتها وسائل إعلام في البلدين.
حيث قال موقع القناة الفرنسية الرسمية “TF1″، في تقرير له، إنه إذا كان الصوت الرسمي مطمئناً،
فإن “الحقائق مقلقة أكثر، خاصة بعد تقرير صادر عن البرلمان الأوروبي، والذي انتقد أوضاع حرية الصحافة
والتعبير في المملكة، وتصويت فرنسا ضد المغرب في البرلمان الأوروبي.
العلاقات بين المغرب والرباط “استثنائية”
في أول تعليق فرنسي على التقرير الذي أثار غضب المغرب، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية،
آن-كلير لوجاندر، في مؤتمر صحفي في باريس: “على العكس من ذلك، نحن في شراكة استثنائية نعتزم
تنميتها”.
لكن على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، لا يبدو أن الطبقة السياسية المغربية ووسائل الإعلام القريبة
من السلطة على نفس الموجة بشأن العلاقات بين المغرب وفرنسا، يقول تقرير “TF1″، الذي أشار إلى أن
الرباط تَتهم من خلال وسائل إعلامها القوة الاستعمارية السابقة، بـ”تدبير” حملة مناهضة للمغرب في بروكسل.
بينما أشارت صحيفة “لكسبريس” الفرنسية، إلى أن المتهم الرئيسي من قِبل الرباط في قضية قرار البرلمان
الأوروبي هو فرنسا، وتتهم الرباط باريس بـ”تنظيم” حملة معادية للمغرب في بروكسل.
كما نقلت وسائل إعلام مغربية، أن الرباط ألغت زيارة نائب مدير شمال إفريقيا والشرق الأوسط في الدائرة العامة
للتسليح في وزارة الدفاع الفرنسية، أوليفييه لوكوانت، الذي كان من المقرر أن يزور المملكة بين
23 و24 يناير/كانون الثاني الجاري.
فيما ألغت الرباط أيضاً انعقاد اللجنة الاستشارية المشتركة حول التعاون القضائي، التي كانت مقررة يومي
30 و31 من الشهر نفسه، بحسب ما أورده موقع “لوديسك” المغربي، بل إن زيارة ماكرون للمملكة باتت مهددة،
إذ لم يتم تحديد موعد لها حتى الآن، وتم تأجيلها عدة مرات، في انتظار تطورات جديدة بشأن العلاقات بين المغرب وفرنسا.
الأخطاء “تتكاثر” بين الرباط وباريس
بينما كتبت مجلة “Jeune Afrique” في بداية الأسبوع: “الحماقات والخطأ وسوء التفاهم يتكاثر بين باريس والرباط”،
وأضافت في تقرير لها: “في مواجهة ما تعتبره مظاهر العداء من جانب فرنسا، لم تعد السلطات المغربية تُخفي حقيقة
أن العودة إلى الوضع الطبيعي بشأن العلاقات بين المغرب وفرنسا، ستكون صعبة”.
كما أعرب البرلمان المغربي من جهته عن “قلقه العميق” من “ادعاءات تشير إلى أن السلطات المغربية قد تكون رشَت
برلمانيين أوروبيين”. واتُّهمت فرنسا بأنها “تدبر” حملة مناهضة للمغرب في بروكسل.
إذ قال النائب المغربي أحمد التويزي، من حزب الأصالة والمعاصرة (الغالبية) بخصوص توتر العلاقات بين المغرب وفرنسا،
إن قرار البرلمان الأوروبي يقف خلفه “بلد كنا نعتقد أنه صديق وشريك موثوق به، لكن رائحة الغاز أفقدته صوابه”، في إشارة
إلى التقارب بين باريس والجزائر، المنافس الإقليمي للرباط.
فيما ردّت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية على هذه الاتهامات، الخميس، قائلة إن “البرلمان يمارس صلاحياته
بشكل مستقل”، مضيفةً أن “فرنسا، من جانبها، تقيم علاقة صداقة عميقة مع المغرب، وتُناقش معه المواضيع كافة،
وضمن ذلك حقوق الإنسان”.