مهندسة معمارية توثق معالم غزة القديمة ضمن مشروع مسار
المشاريع التقليدية
تتجول شبلاق في شوارع البلدة القديمة، وبيدها ورقة وقلم رصاص، لتبدأ برصد ما تراه
عينها من خلال الرسم السريع، استعداداً لنقله على دفترها الخاص بمشروع مسار،
بدقة وإتقان.
وأضافت شبلاق، وهي فنانة بصرية، أن مشروع “مسار” يتمحور حول البلدة القديمة
في غزة، التي تتمتع بعدد من الأماكن الأثرية.
توثيق المعالم
وتابعت في لقاء مع وكالة (APA) أن السبب الأساسي في اهتمامها بالآثار، أنها تعد الآن مناطق
مهمشة تكاد تخلو من الوجود الإنساني فيها، لذلك لجأت لتوثيق المعالم القديمة ودراسة أثرها
وعلاقة الإنسان بالمدينة.
ولفتت شبلاق أن تجربتها في الرسم بدأت من تجربة وجدانية عاشتها في أوقات سابقة،
جعلتها ترسخ الفن للتعبير عن ذاتها وشغفها.
وأشارت إلى شعورها بالمسؤولية تجاه الآثار القديمة، لذلك لجأت إلى تبنيها ودمجها في
أعمالها الفنية من خلال مشروع مسار.
واستدركت شبلاق “كبرت في إحدى البنايات القديمة، وتخصصت بمجال الهندسة المعمارية
ووجدت جل اهتمامي يتمحور حول العَمارة الإنسانية، فكان هذا الاهتمام دافعاً للبدء في
مشروعي الخاص”.
وأوضحت أن مسار، هو الجزء الأول من مشروع العَمارة المحكية وهو توثيقي، للتوعية بقيمة
المباني الأثرية كشاهد تاريخي على وجود الإنسان في هذه المدينة، وتوجيه أنظار المعماريين
والفنانين كمختصين وبناه لهذه المدينة.
احتواء الفراغ
وترى شبلاق أن هذا الاهتمام يوجه المختصين لشكل المدينة التي سيتم التوصل لها، فمركز
البلدة القديمة المعاصر اختلف كثيراً عن السابق، وتحديداً بنية الشوارع وشكل المباني وطريقة
احتواء الفراغ المحيط بالإنسان.
وأكدت على أهمية النظر لأصالة الماضي واستلهام المعاني القديمة لإعادة صياغتها
في قالب جديد، ليتم عليه بناء المدينة مستقبلاً.
وبينت شبلاق أن مسار، نتاج منحة عملت عليها خلال الأشهر الماضية، وتم عرض أربعة
من أعمال المشروع في عدد من المعارض المحلية، وتعمل حالياً على عرض جميع
أعمالها في معرض فردي.
وبينت أن مشروع مسار يتم تقديمه للجمهور المستهدف من خلال عرضه على كتيب
يوضح قيمة المباني الأثرية ويقدم معلومات هامه حولها، إلى جانب اللوحات الفنية الموجهة
للجمهور العام والمختص في هذا المجال.
وأكملت شبلاق “في العمارة القديمة قيمة معنويه تتعدى الكيان المادي، سواء بالحجارة
أو الجدران والنوافذ، لكونها نتاج عمل عفوي بين المدينة والإنسان، الذي يعبر عن الأصالة الذي
يعيد بناء الإنسان مجدداً من خلال البساطة والشعور بالمسؤولية تجاه المدينة”.
ولفتت إلى أن المدينة الحديثة عبارة عن قوالب والإنسان لا يقع على عاتقه سوى
اختيار القالب الذي سيعيش فيه، فبالتالي لا يوجد مساحة للتعبير عن الأصالة
والهوية في المدينة المعاصرة.
وتستخدم ورق الكانسون وأقلام التحبير، لإبراز الأسلوب الواقعي في الرسم، لوجود
عدد من الماني الأثرية في المنطقة على وشك الزوال.
وتحدثت عن الصعوبات التي واجهتها في مشروع مسار “في البداية كان من الصعب أن
أتواجد لفترة طويلة أمام المَعلم الذي أريد رسمه، لكونها غير مهيأة للتجول بها لوقت طويل،
فاضطررت للرسم السريع للمشاهد وأخذ صور كافيه لأكثر من جانب، لأستكمل الرسم
في المنزل”.
وتطمح شبلاق أن تستطيع تكوين مساحة خاصة بها لتقديم نتاج مشروع مسار
بشكل مرئي وملموس، لتبدأ بورشات تثقيفية للمختصين بالمعالم القديمة.