فتى سوري يوثق لحظات مأساوية من تحت الأنقاض.. “إذا انتشر الفيديو فأنا حي”!
وثق فتى سوري بمقطع فيديو الوضع الكارثي الذي عاشه من تحت الأنقاض إثر الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، فجر الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، حيث يقول ببداية المقطع المصور: “لا أدري فيما لو سأموت أو سأعيش”.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل المشهد المؤثر والذي يفطر القلوب، حيث تظهر فيه بوضوح أصوات عائلات تستغيث من تحت الركام من أجل إنقاذها.
ولم يتسن التأكد من مكان الحدث بالتحديد، إلا أن حسابات تناقلت الفيديو قالت إنه ملتقط في منطقة جنديرس التابعة لعفرين في مدينة حلب شمالي سوريا.
“إذا انتشر الفيديو فأنا حي”
وبينما ينطق الفتى الشهادتين من تحت الأنقاض ويحمد الله “على كل شيء”، يضيف بالقول: “إذا هاد الفيديو نزل (نُشر) فالحمد لله بكون طلعت وضليت عايش..”.
وخلال مقطع الفيديو الذي يوثق لحظات صعبة قال مصوّرها نفسه إنه لا يعرف كيف يصف الشعور بها بين الركام، تُسمع أصوات عائلات من تحت الأنقاض بانتظار المساعدة.
وفي الأثناء ذاتها تحدث هزات ارتدادية تزيد من حالة الذعر الذي يخيم على الموقف، كما يظهر في الفيديو الذي وثّق به الفتى السوري تلك اللحظات.
زلزال مدمر
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة السورية التابعة للنظام ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 812 قتيلاً و1449 جريحاً، في حين أعلن فريق الإنقاذ التابع للخوذ البيضاء ارتفاع عدد القتلى في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى أكثر من 1020.
كان زلزال قد ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة وعشرات الهزات الارتدادية، مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.
يشار إلى أن العديد من المشاهد المؤثرة انتشر عبر مواقع التواصل تُظهر حجم المأساة التي تعرض لها الآلاف في سوريا وتركيا على حد سواء نتيجة الزلزال المدمر.
من بين تلك المشاهد، لحظة توثق إنقاذ رضيع وعائلته من تحت أنقاض منزلهم المدمر في بلدة جنديرس التابعة لمنطقة عفرين بريف مدينة حلب شمالي سوريا، من قبل كوادر منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”.
وعقب الزلزال ظلت العائلة تلتقط أنفاسها من تحت الأنقاض، بينما تظهر طفلة صغيرة بمقطع الفيديو والدماء تسيل من ذراعها وعليها آثار الحجارة التي كان بعضها عالقاً برأسها ووجها، ومن تحتها رضيع مسجّى بغطاء.
يجسد المشهد مأساة من جملة المآسي التي تسببت بها كارثة الزلزال المدمر، الذي تزامن مع منخفض جوي حاد وظروف معيشية وإنسانية صعبة في سوريا التي دمرتها الحرب ولا تزال منذ 12 عاماً.
تحت أنقاض منزلهم
في سياق متصل، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، مقطع فيديو لعمال إنقاذ وهم ينقذون أسرة سورية بالكامل من تحت أنقاض منزلهم الذي تهدم عليهم بسبب الزلزال.
في مشهد “احتفالي” تخلله التهليل والتكبير والبكاء استطاعت فرق الإنقاذ، إخراج عائلة سورية كاملة من تحت الأنقاض في الشمال السوري بعد أربعين ساعة كاملة قضوها أسفل الركام الذي منع عنهم الحركة.
بمجرد إنقاذ الرجل وزوجته وأطفاله استقبلهم الأهالي بالتكبير والتهليل، ووثق الكثيرون هذه اللحظات وتداولوا لقطاتها على منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير وقال أحدهم: “الحمد لله، استطعنا رؤية خبر جميل في هذه الأيام الحزينة، هذا الفيديو زرع في نفوسنا التفاؤل والأمل بإنقاذ ما تبقى من العوائل”.