زيلينسكي يؤكد تشبث قواته على الجبهة وروسيا تتحدث عن إحراز تقدم شرق أوكرانيا
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء 21 فبراير/شباط 2023، إن قوات بلاده تتشبث بمواقعها على خط المواجهة في شرق أوكرانيا، رغم حديث روسيا عن إحراز تقدم نحو هدفها الرئيسي في المنطقة، وذلك بعد قرابة عام على بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي أشعلت أكبر مواجهة مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962.
فيما أفاد مسؤولون أوكرانيون وغربيون أن القوات الموالية لموسكو خسرت الآلاف من الجنود، وقال زيلينسكي في خطابه الليلي المصور، معتمداً على تقارير مفصلة من الجبهة، في اجتماع للقيادة العسكرية الأوكرانية: “من المهم للغاية أنه لم يطرأ أي تغيير على الخطوط الأمامية، رغم الضغط الكبير على قواتنا”.
كما أضاف زيلينسكي أن القوات الأوكرانية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك قامت “بكل ما هو ممكن لاحتواء الهجمات التي لا تتوقف من الجانب الروسي، رغم تكبده “خسائر فادحة”.
مشيراً إلى أن القوات الروسية التي تحاول الاستيلاء على أفدييفكا، وهي النقطة المحورية الثانية للهجمات في منطقة دونيتسك، كانت تستخدم قنابل الغاز المسيل للدموع.
روسيا تتقدم شرق أوكرانيا
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تتقدم نحو باخموت، التي لحقها الدمار جراء تعرضها لقصف منذ شهور، ويعتبرها الكرملين نقطة انطلاق رئيسية للاستيلاء على بلدات أخرى في الغرب من منطقة دونيتسك. وأضافت الوزارة “في اليومين الماضيين وحدهما تقدمت وحدات الهجوم لأكثر من كيلومترين ونصف، صوب مواقع أوكرانية منيعة في منطقة أرتيوموفسك”، في إشارة إلى باخموت باسمها المستخدم في روسيا، والذي يعود إلى الحقبة السوفييتية.
ومن ناحية أخرى، قال مسؤولون إن صاروخاً روسياً واحداً على الأقل سقط في شارع مزدحم بمدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا، ما أسقط ستة قتلى وأصيب 12 آخرون في الهجوم، حسبما أفادت السلطات العسكرية الأوكرانية وسلطات المدينة.
فيما قال شاهد عيان في موقع الهجوم، إنه خلف وراءه بركة من الدماء بالقرب من محطة مدمرة لتوقف الحافلات.
كما ألحق الهجوم أضراراً جسيمة بواجهات عدد من المتاجر التي تقع خلف المحطة، وأدى إلى قطع أسلاك الكهرباء وتدمير النوافذ في البنايات التي تقع على الجهة المقابلة من الشارع.
وقالت السلطات المحلية إن خيرسون تعرضت للقصف من عدة قاذفات للصواريخ، وذلك في الوقت الذي ألقى فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطاباً اتهم فيه الغرب بأنه هو المعتدي، وقال إن بلاده لا تشن حرباً على الشعب الأوكراني.
وشنَّت روسيا هجمات متكررة، في محاولة منها لتأمين السيطرة الكاملة على إقليمين في شرق أوكرانيا، يشكلان منطقة دونباس الصناعية، وحققت أكبر مكاسبها حول مدينة باخموت، التي تشتهر بصناعة التعدين.
بوتين يهاجم الغرب
وفي وقت سابق، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيراً نووياً للغرب بخصوص أوكرانيا، إذ علق مشاركة بلاده في معاهدة مهمة مع الولايات المتحدة، للحد من الأسلحة النووية، وأعلن استخدام أنظمة استراتيجية جديدة في المهام القتالية، وإمكانية استئناف التجارب النووية.
وفي خطاب ألقاه بعد قرابة عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، قال بوتين إنه سيحقق أهداف الحرب، واتهم الغرب بمحاولة تدمير روسيا. وأضاف بوتين للنخبة السياسية والعسكرية في بلاده “في هذا الصدد، أجد نفسي مضطراً للإعلان اليوم أن روسيا علقت مشاركتها في معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية”.
روسيا أوكرانيا الحرب
فيما لا تزال روسيا والولايات المتحدة تمتلكان ترسانات هائلة من الأسلحة النووية المتبقية من حقبة الحرب الباردة، والتي تُقيد أعدادها حالياً معاهدة ستارت الجديدة، التي تم الاتفاق عليها في عام 2010 وتنتهي في عام 2026.
وقال الرئيس الروسي إن البعض في واشنطن يفكرون في استئناف التجارب النووية، وبالتالي ينبغي أن تستعد وزارة الدفاع والمؤسسة النووية في روسيا لاختبار الأسلحة النووية الروسية إذا لزم الأمر.
وأضاف: “بالطبع، لن نكون البادئين بهذا، لكن إذا أجرت الولايات المتحدة تجارب فسنفعل. ينبغي ألا يكون لدى أحد الأوهام الخطيرة بإمكانية تدمير التكافؤ الاستراتيجي العالمي”. وقال بوتين “منذ أسبوع وقّعت مرسوماً بشأن إدخال أنظمة استراتيجية أرضية جديدة إلى المهام القتالية. هل سيتدخلون في هذا أيضاً؟”.
وقيدت معاهدة ستارت الجديدة عدد ما يمتلكه كل من الجانبين عند 1550 رأساً حربياً على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من الغواصات والقاذفات الثقيلة. ووصل كلا الجانبين إلى هذه الأعداد عام 2018.
وأعلن بوتين هذه الخطوة خلال خطابه السنوي عن حالة الأمة، الذي تعهد فيه بمواصلة الحرب الروسية المستمرة منذ عام في أوكرانيا، واتهم حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة بتأجيج نيران الصراع، بناء على اعتقاد خاطئ بأنه يمكن أن يهزم موسكو في مواجهة عالمية، حسب قوله.