فيديو نادر.. القذافي يصلي بمليون مسلم لمدة ربع ساعة كاملة
انتشر فيديو نادر علي موقع يوتيوب للرئيس الليبي السابق معمر القذافي وهو يصلي بمليون نيجيري لمدة ربع ساعة كاملة. وقد تباينت ردود الأفعال حول الفيديو بين معترض ومعجب بقراءة القذافي.
ويبدو من الفيديو أن القذافي دخل في قراءة الفاتحة مباشرة دون تكبيرة الإحرام، وشرع في قراءة أكثر من 50 آية من سورة البقرة في الركعة الأولي، بالإضافة إلي 5 آيات تقريبا من سورة الإسراء في الركعة الثانية.
القراءة لم تكن وفق أحكام التجويد المتفق عليها بين القراء، فكان يقف حينما يحلو له الوقف دون ضوابط، كما أنه كان يقرأ وفق اللهجة الليبية مثل كلمة ” قالوا” فيقول ” كالو” وقاموا يقرأها ” كاموا”. كما قرأ ” وهم فيها خالدون ” في الحديث عن أهل الجنة فقال ” وهم فيها خارجون”.
جهرا في صلاة سرية
العجيب في الفيديو الذي تم نشره أنه يقرأ جهرا في صلاة سرية لأنه يصلي بمليون مسلم في وضح النهار كما يبدو في الفيديو
ما هو أصل معمر القذافي
نشأته هو معمر محمد عبد السلام بن احميد أبو منيار بن احميد بن نايل القُحصي القذافي، من قبيلة القذاذفة. ولد في أسرة محافظة بدوية في 7 يونيو 1942 في قرية اسمها (جهنم) بالقرب من (شعيب الكراعية) في وادي جارف بمنطقة سرت أرسله والده إلى بلدة سرت حيث أكمل الابتدائية عام 1956 م، ثم انتقل إلى مدينة سبها في الجنوب.
معمر القذافي في شبابه
استلم السلطة في عمر عشريني بعد مسيرة فشل الدراسة الثانوية. قد يكون الشغب سببا في نقلته إلى معاهد سبها في الجنوب الليبي شبه الصحراوي حيث بعد الأهل وكثبان رمال ملتوية كالثعبان تثيرها رياح الغرب الجافة.
انتبذ قربي نصفه فوق الأرض والنصف الأخر تحتها ليعكس ربما نمط شظف العيش بين جنات الخلد في سماء عليين وبين سافل الأرض يعبق بشذى الثرى مذكرا سكانه التعساء بحياة القبور بعد فناء الكون عله يخفض من احتقان الغضب لانعدام عدالة بعد مجي استقلال. تقاسم المحل مع رفاق درب طويل وكالح سرعان ما قطعته عودة إلى مدينة البحر مصراتة لتحظ عينه الصغيرة دبيب النمل لتجار أثرياء امتهنوا التوريد عبر البحار وإغراق الأسواق الليبية الحالمة بشتى منتجات الحضارة الغربية التي مزجتها بخبز ودماء شعوب العالم الثالث المستضعفة والمستعمرة لعدة سنين.
ربما من هنا بدأت أحلام المراهق تراكم الظلم وتشحذ فيه غريزة الانتقام. أكمل بضع السنين هناك ثم التحق بالمدارس الحربية حتى يصقل انضباطه ويفهم سحر معاني الوطن. كانت الحقبة الزمنية حبلى بالأحداث والاديولوجيات والرغبة في التحرر من القديم وتشييد أوطان الشعوب بعد افتكاكها من براثن الاحتلال الايطالي وتسليمها لملك طالما ذكره بإمبراطورية الرجل المريض في عهد الوهن والتخلف والانحطاط. تخرج ضابطا عسكريا ثم سرعان ما التحق بأكاديمية عسكرية بريطانية لاستكمال تربصات هامة في مسيرة عمله المستقبلي.
اعتنق الضابط الشاب القومية العربية الناصرية وكانت له جولات في مناصرة القضايا العادلة في الأمة العربية حيث شد الرحال ورفاق دربه فكونوا ثالوثا أتى قادما مشيا على الأقدام للالتحام بصفوف الثوار في أحداث معركة الجلاء ببنزرت التونسية مطلع الستينات من القرن العشرين يحدوه عنفوان الشباب وتحركت في دمائه النخوة العربية فهب لمناصرة الثوار زمن الراحل بورقيبة.
معمر القذافي الرئيس
في الفاتح من شهر سبتمبر سنة 1969 قاد انقلابا عسكريا ابيض مع رفاقه سمي ثورة الضباط الأحرار الليبيين أسوة بملهمه جمال عبد الناصر. كان مشروع الانقلاب حسب اتفاقه مع رفاقه الإطاحة بالنظام الملكي – الملك إدريس السنوسي- وتسليم السلطة للمدنيين لتشييد أركان الجمهورية العادلة. جمهورية كل الليبيين أسوة بتونس والجزائر الجارتين والشقيقتين. عمت الأفراح والاحتفالات في الشوارع الليبية التي كان الضابط الشاب يجوبها على حصانه وسط حمى الهتافات والزغاريد. أعجب الشاب البدوي بما شاهده وفتحت خيالاته على استدامة الحال وأسال لعابه بريق الشهرة والسلطة.
انقضى أسبوع أول ثم ثاني وبدأت الاحتفالات تخف مظاهرها من الشوارع فأصيب الضابط الشاب بالإحباط ونسي مقولة دوام الحال من المحال، وتغيرت نحوه نظرة رفاق الانقلاب بعد أن استشعروا نية عدم الوفاء بالوعود عنده في تسليم مقاليد الدولة إلى سلطة مدنية لاستكمال شروط تقلدها المهمة الصعبة بانتخابات نزيهة تفرز الأكفاء والأقدر على تحمل وزر السلطة الجديدة، بدأت إصلاحاته بتأميم ثورة البترول ثم أعلن الزحف الجماهيري المقدس تحت شعار البيت لساكنه ليضرب القوة الرأسمالية في مقتل ويعلن الاشتراكية كنظام سياسي لتركيز العدل والمساواة في توزيع الثروة البترولية ولتكون ليبيا لكل الليبيين. ثم بدا القمع فكان الانقسام المجتمعي: نظام استبداد عسكري ومجتمع طلق بالثلاث السياسة والسياسيين. بدأت العزلة تتعمق من كثير إلى أكثر. فكان الارتياب من الشعب والخوف فانقطعت لغة الحوار.
حل الجيش كإجراء حمائي استباقي حتى يامن انقلابه وتشكلت مجموعة من الكتائب يديرها الأبناء والمقربون. أول المنتقدين للسياسة الرعناء كان رفاق دربه فهم يعرفون عنه كل الخفايا كبيرها وصغيرها. شدد عليهم الخناق ففروا إلى الخارج وصدحوا بحقائق تخدش الكرامة فكانت الملاحقات والخطط العصماء لجلبهم فمنهم من اغتيل في الخارج ومنهم من استقدم بخديعة ليذبح في الداخل مثلما الخرفان وما قصة عمر المحيشي الذي ذبحه القائد بمجرد نزوله من طائرة القاهرة -المغرب فغيرت مسارها ونزلت في بن غازي.
نسج العقيد معمر القذافي بطانته في المجتمع على شكل شبكة عنكبوت بعد ان أوصل حبل استشعارها بمؤخرته وانزوى في قصور مظلمة مشددة الحماية تصل أحيانا إلى ألاف الأمتار تحت الأرض مجهزة بالنور الكهربائي بعد ان تعرض إلى عدة محاولات اغتيال فاشلة من مقربين له ساءهم مروقه عن التعهدات وسوء أحوال البلاد. أوهم القذافي صغار العقول بأنه القائد الرمز وانه سيكتفي بدور الحكيم والفيلسوف وان شعب الجماهيرية يحكم نفسه بنفسه كأرقى شعوب العالم أما الديمقراطية فهي كبة كبرى فإنها تمثيل وكل تمثيل تدجيل. لقد حل بذلك الصراع الأبدي على السلطة في دول العالم الثالث.