انفراط عقد المعارضة التركية قبل شهرين من انتخابات الرئاسة
أعلن حزب “الجيد” التركي اليوم الجمعة انسحابه من تحالف المعارضة الرئيسي، مؤكدا رفضه مقترح الدفع بزعيم حزب الشعب الجمهوري ليكون مرشحا مشتركا للمعارضة في الرئاسيات المقبلة أمام الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.
وقالت زعيمة الحزب ميرال أكشينار إن الأحزاب الخمسة الأخرى في التحالف اتفقت على الدفع بزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو ليكون مرشحها للرئاسة، وبالتالي فإن الطاولة السداسية المؤلفة من ستة أحزاب معارضة، باتت لا تمثل إرادة الشعب.
وشددت ميرال أكشينار على أن اختيار كليجدار أوغلو ناتج عن “حسابات صغيرة” تتعارض مع مصلحة تركيا العامة، حسب قولها.
وأوضحت أن حزبها -وهو ثاني أكبر حزب في التحالف- لن “يرضخ” للضغوط للموافقة عليه. واقترحت في المقابل ترشيح رئيس بلدية إسطنبول أو رئيس بلدية أنقرة، وكلاهما من حزب الشعب الجمهوري. وقالت إن استطلاعات الرأي تظهر أنهما سيفوزان بهامش كبير ضد أردوغان.
وانتقدت أكشينار أوغلو بحدة، وقالت إنه “لا يريد أن يرى مرشحا سوى نفسه؛ لذلك ندعو رئيسي بلديتي أنقرة وإسطنبول للاستجابة إلى نداء الشعب، وأن يتحملا المسؤولية ويطرح أحدهما اسمه مرشحا للانتخابات القادمة”.
هدية جميلة
ورأى المحلل أنتوني سكينر أن “رفض أكشينار (ترشيح) كليجدار أوغلو يشكل ضربة خطيرة لتطلعات المعارضة”، ويمنح أردوغان “هدية جميلة”.
وكان كليجدار أوغلو يشغل منصبا رفيع المستوى سابقا، وهو من الأقلية العلوية، ويبلغ 74 عاما، ويرى جزء من مؤيدي المعارضة أنه يفتقر “للكاريزما” في مواجهة رئيس البلاد الذي يظهر بصورة الرجل القوي.
وما زالت أمام المعارضة 10 أسابيع لتسويق مرشحها والقيام بحملتها.
وأفادت وسائل إعلام تركية بأن حزب الشعب الجمهوري دعا إلى اجتماع استثنائي لمجلسه التنفيذي المركزي في أعقاب تصريحات أكشينار.
ومن شأن انقسام المعارضة أن يضعف التحدي الذي يواجهه الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أن اختيار كليجدار أوغلو مرشحا لمواجهة أردوغان في الانتخابات أدى إلى شق صفوف التحالف المعارض المؤلف من 6 أحزاب.
وأعلن أردوغان هذا الأسبوع أن الانتخابات ستجرى في 14 مايو/أيار المقبل، متمسكا بخطته السابقة لتنظيم الاقتراع في موعده بغض النظر عن الانتقادات التي وُجهت لتعامل حكومته مع كارثة الزلزال.
من جانبه، قلل كليجدار أوغلو من شأن الخلاف حول المرشح الرئاسي، وقال “لا تقلقوا، ستكون الأمور على ما يرام”.
وسبق للمعارضة أن أخفقت في أن تشكل تحديا حقيقيا لأردوغان الذي يتولى السلطة منذ عقدين.
أردوغان في الميزان
وحسب وكالة رويترز للأنباء، فقد تراجعت شعبية أردوغان وسط أزمة تكاليف المعيشة حتى قبل زلزال الشهر الماضي الذي أودى بحياة 45 ألفا في تركيا.
ورغم الانتقادات الواسعة لاستجابة الحكومة للكارثة، أظهرت استطلاعات رأي اليوم الجمعة أن أردوغان وحزبه لا يزالان يحتفظان على ما يبدو بقاعدة تأييد واسعة في أوساط الناخبين.
وفي إقليم أديامان (جنوب شرقي تركيا) -معقل حزب العدالة والتنمية الذي تكبد بعضا من أكبر الأضرار الناجمة عن الزلزال- قال البعض إن دعمهم للحكومة تراجع بسبب أسلوب تعاملها مع الكارثة، لكنهم لم يحسموا بعد موقفهم تجاه المعارضة.
وقال رجل يدعى محمود في بلدة بيسني -التي تضررت بشدة من الزلزال- “هناك كثيرون يريدون التصويت للمعارضة لكن لا يوجد مرشحون بعد، لن أصوت لكليجدار أوغلو، لم يفز في أي انتخابات”.
المصدر: وكالات