# هاشتاق

مايكروسوفت تبرر ميل الذكاء الاصطناعي لإعطاء إجابات غير صحيحة

مايكروسوفت تبرر ميل الذكاء الاصطناعي لإعطاء إجابات غير صحيحة

تذهل أدوات جديدة  في الذكاء الاصطناعي، مثل “شات جي بي تي” (ChatGPT)، المستهلكين بقدرتها على إنشاء كتابة مقنعة بناء على استفسارات الأشخاص ومطالباتهم، وذلك بفضل التطورات الحديثة.

ورغم أن هذه الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي قد تحسنت كثيرا في إنتاج ردود إبداعية وأحيانا طريفة، فإنها غالبا ما تتضمن معلومات غير دقيقة.

فعلى سبيل المثال، عندما طرحت “مايكروسوفت” (Microsoft) فبراير/شباط الماضي برنامج الدردشة “بنغ” (Bing)، الذي تم إنشاؤه باستخدام تقنية “جي بي تي-4” (GPT-4) التي ابتكرتها “أوبن إيه آي” (OpenAI)، لاحظ المتفاعلون معها أن الأداة تقدم إجابات خاطئة في أثناء عرض توضيحي يتعلق بتقارير الأرباح المالية، وهي في ذلك مثلها مثل أدوات لغة الذكاء الاصطناعي الأخرى، بما في ذلك برامج “غوغل” (Google) ذات الصلة.

فقد وُجد أنه يمكن أن تقدم ميزة دردشة “بنغ” أحيانا معلومات مزيفة يعتقد المستخدمون أنها حقيقة أساسية، وهي ظاهرة يسميها الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي “الهلوسة”.

هذه المشكلات لم تبطئ سباق الذكاء الاصطناعي بين عملاقي التكنولوجيا. فقد أعلنت غوغل الثلاثاء الماضي أنها ستستثمر تقنية الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في بريد “جيميل” (Gmail) ومحرّر مستندات غوغل، مما يسمح لها بالمساعدة في إنشاء رسائل البريد الإلكتروني أو المستندات.

تطبيقات  مايكروسوفت

وسارعت شركة مايكروسوفت الخميس الماضي لإعلان أن تطبيقاتها الشهيرة مثل “وورد” (Word) و”إكسل” (Excel) ستأتي قريبا مجمعة مع تقنية شبيهة بـ”شات جي بي تي” يطلق عليها اسم “كوبايلوت” (Copilot).

لكن مايكروسوفت روجت في هذا الإعلان للتكنولوجيا باعتبارها “خاطئة بشكل مفيد”؛ ففي عرض تقديمي عبر الإنترنت عن ميزات “كوبايلوت” الجديدة، أثار المسؤولون التنفيذيون في مايكروسوفت مشكلة مَيل البرنامج إلى إنتاج ردود غير دقيقة، لكنهم اعتبروا ذلك شيئا مفيدا خلال الإعلان.

إذ يرون أن البرنامج مفيد حتى مع الأخطاء، ما دام المستخدم يدرك أن ردود “كوبايلوت” قد تكون غير دقيقة، مما يمكّنهم من تعديل الأخطاء وإرسال رسائل البريد الإلكتروني بسرعة أكبر أو إنهاء شرائح العرض التقديمي.

على سبيل المثال، إذا أراد شخص ما إنشاء رسالة إلكترونية يتمنى فيها عيد ميلاد سعيدا لأحد أفراد الأسرة، فربما يكون برنامج “كوبايلوت” مفيدا حتى لو كان يقدم تاريخ ميلاد خاطئا. ومن وجهة نظر مايكروسوفت، فإن مجرد قيام الأداة بإنشاء نص يوفر على الشخص بعض الوقت، فإنه بالتالي يكون مفيدا.

قد يختلف الباحثون

وأعرب بعض التقنيين مثل نوا جيانسيراكوزا وغاري ماركوس عن مخاوفهم من أن الناس قد يضعون كثيرا من الثقة بالذكاء الاصطناعي في العصر الحديث، خصوصا أدوات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم في الاستشارات الصحية أو المالية والتمويل وغيرها من الموضوعات عالية المخاطر.

وكتب الاثنان -في مقال رأي مؤخرا- أن “حواجز الحماية المطبقة حاليا في شات جي بي تي يمكن تجنبها بسهولة من قبل أولئك العازمين على استخدامها من أجل الشر، وكما رأينا في وقت سابق من هذا الأسبوع، ما زالت جميع محركات البحث الجديدة في حالة هلوسة”.

وأضاف المقال “لكن بمجرد أن نتجاوز توتر هذه المرحلة، ما يجب أخذه بالحسبان حقا هو إذا ما كان بإمكان أي من اللاعبين الكبار بناء ذكاء اصطناعي يمكننا الوثوق به حقا”.

موثوقية كوبايلوت

قال جايمي تيفان، كبير العلماء والزميل التقني في مايكروسوفت، إنه عندما “يخطئ كوبايلوت في الأمور أو يكون لديه تحيز أو يساء استخدامه”، فإن مايكروسوفت لديها “وسائل تخفيف”. بالإضافة إلى ذلك، ستختبر مايكروسوفت البرنامج مع 20 عميلا من الشركات فقط في البداية حتى تتمكن من توقع كيفية عمله في العالم الحقيقي، حسب ما أوضحت. وأوضح تيفان “سنرتكب أخطاء، ولكن عندما نرتكبها، سنتعامل معها بسرعة”.

وتعتبر المخاطر التجارية عالية جدا بالنسبة لمايكروسوفت لتجاهل الحماس تجاه تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل “شات جي بي تي”. وسيكون التحدي بالنسبة للشركة هو دمج هذه التكنولوجيا بحيث تؤدي إلى تعزيز ثقة الجمهور بالبرنامج ومنع حدوث كوارث كبيرة في مجال العلاقات العامة.

ويضيف تيفان “لقد درست الذكاء الاصطناعي لعقود، وأشعر بهذا الإحساس الهائل بالمسؤولية مع هذه الأداة الجديدة القوية”، وتابع “تقع على عاتقنا مسؤولية وضع الأمر في أيدي الناس، والقيام بذلك بالطريقة الصحيحة”.