# هاشتاق

العرب في تركيا من نجاح لآخر

تركيا

يمثل العرب في تركيا رقماً صعباً وأساسياً في عالم الاستثمار ومجالات العمل والدراسة والبحث وغيرها من مجالات الحياة الأخرى، وقد أسهم العرب في تركيا في تغذية الاقتصاد التركي بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين إلى جانب اكتسابهم أرباحاً طائلة بسبب اختيارهم الموفق لهذه البلد ذات المميزات الاستثمارية الاستثنائية، كما ساعدت عوامل أخرى تخص بعض البلدان العربية في زيادة إقبال أبنائها ورجال الأعمال فيها للاستثمار في تركيا، كما لا يمكن إغفال الدور الرئيسي لنفور العرب من القارتين الأوروبية والأمريكية بسبب التضييق عليهم والتمييز العنصري ضدهم.

سنقوم في هذا المقال بتعريفكم بأهم المجالات التي تستميل المستثمرين العرب في تركيا، والعوامل المساعدة على ذلك، وقصص النجاح العربية في هذا البلد مع معلومات وتفاصيل دقيقة وموثقة بخصوص هذا الموضوع.

السوريون أكبر جاليات العرب في تركيا

تشير الإحصائيات الرسمية في تركيا إلى وصول عدد العرب في تركيا إلى أكثر من 7 ملايين شخص، بينهم أكثر من 3.5 مليون سوري، وقد قدم العرب من كل من سورية والعراق وفلسطين ومصر والأردن والمغرب والجزائر وتونس وغيرها من البلدان العربية، وقد شكلوا رقماً صعباً قياساً بأعداد الجاليات الأجنبية في تركيا.

كما سعى العديد من المقيمين العرب في تركيا إلى تحقيق وجود أكثر رسمية وانتظاماً في هذه البلاد من خلال تشكل جمعيات تتحدث باسم الجاليات العربية في تركيا، خاصة بعد أن انتشرت المشاريع والاستثمارات العربية في تركيا بشكل واسع وانخرطت الجالية العربية تقريباً في جميع تفاصيل الحياة والمعيشة في تركيا.

عدد السوريين في تركيا

·   بسبب الأحداث في سورية فقد توافد السوريون إلى تركيا منذ عام 2011 بشكل كبير جداً، وتم منح 3 مليون و580 ألف سوري على الأقل حق الحماية المؤقتة في تركيا.

·        وقد حصل أكثر من 92 ألف مقيم سوري على الإقامة قصيرة الأمد “السياحية” في تركيا

·         و80 ألف طالب سوري حصلوا على الإقامة الدراسية في تركيا

·        كما حصل أكثر من 3800 مقيم سوري على الإقامة العائلية في تركيا

الأثر الإيجابي لوجود السوريين في تركيا

كان للعدد الكبير للسوريين في تركيا تأثير مشجع على جذب المزيد من أبناء الجاليات العربية للإقامة في تركيا كونهم يمثلون رقماً كبيراً ومهماً في البلاد.

·        عمل الكثير من السوريين في مجال السياحة والتسويق لها في تركيا ما حقق زيادة كبيرة في أعداد السياح العرب إلى تركيا

·        كذلك إن إتقان الكثيرين منهم للغة التركية ساعد على كسر حواجز اللغة أمام الجاليات الأخرى بوجود المترجمين السوريين في المراكز الحكومية التركية والمشافي وحتى في مجالات العمل الخاص.

·        عمل السوريين في تركيا شجع المستثمرين الأجانب والراغبين بالتملك العقاري في تركيا وسهل أمامهم خطوات الاستثمار الناجح في هذه البلاد.

·        يمثل السوريون سوقاً استهلاكية للكثير من المشاريع العربية في تركيا خاصة المشاريع الغذائية والمطاعم والمقاهي والمدارس وغيرها من المجالات الاستثمارية التي تعتمد على الزبائن العرب في تركيا ،وهذا الأمر شجع على إنشاء العرب المزيد من مشاريعهم الاستثمارية في تركيا.

أنواع الإقامات للعرب في تركيا

بغض النظر عما يعرف بحق الإقامة المؤقتة للسوريين في تركيا فإنّ القانون التركي يتيح للأجانب عموماً والعرب بشكل خاص الحصول على أنواع كثيرة من الإقامات منها:

·        الإقامة السياحية في تركيا

·        الإقامة العقارية في تركيا

·        الإقامة العائلية في تركيا

·        الإقامة الدراسية في تركيا

·        إقامة العمل في تركيا

الاستثمارات العربية في تركيا

تشهد تركيا تنافساً واضحاً بين الاستثمارات العربية والأوروبية نظراً للموقع الجغرافي المتوسط لتركيا بين الغرب والشرق الأوسط، ولكن بشكل عام مثل العقد الماضي قفزة كبيرة للاستثمارات العربية في تركيا لتتفوق على مثيلتها الأوروبية.

·        يبلغ نصيب التملك العقاري في تركيا للعرب حوالي نصف ما يتملكه الأجانب، ويتصدر العراقيون في تركيا قائمة أكثر الأجانب شراءً للعقارات في تركيا “حوالي 18% من إجمالي العقارات المباعة للأجانب في تركيا”

·        يقدّر حجم الصفقات العقارية للعرب في تركيا خلال العام الواحد بما لا يقل عن 3 مليار دولار سنوياً، وقد قدرت مراكز إحصائية تركية مساحة العقارات التي امتلكها العرب خلال الـ16 سنة الماضية بحوالي 11 مليون متر مربع.

·        بالنسبة للاستثمارات العربية المباشرة في تركيا فقد وصلت إلى نحو 20% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وبحسب المصرف المركزي التركي فإنّ الاستثمارات الخليجية في البنوك التركية وصلت إلى نحو 10% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

·        خلال 10 أعوام صعد حجم التجارة المتبادلة بين تركيا والدول العربية من 8 مليار دولار أمريكي سنوياً إلى 45 مليار دولار أمريكي، وتعتزم أنقرة زيادة حجم التبادل التجاري الخارجي مع الدول العربية إلى 70 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023

ما الذي يدفع العرب في تركيا للاستثمار

توجد الكثير من الأسباب التي تدفع العرب في تركيا إلى الاستثمار والعمل فيها وهي:

·        قرب تركيا من الدول العربية

·        سهولة تأسيس الشركات في تركيا

·        سهولة إصدار الفيزا إلى تركيا من الدول العربية

·        منح تركيا امتيازات استثنائية للمستثمرين العرب

·        تقديم تركيا خيارات منافسة للعمل والإقامة والدراسة من تلك المقدمة من الدول الأوروبية

·        ساهمت العنصرية الأوروبية والأمريكية تجاه العرب والمسلمين إلى نفور الكثير من رؤوس الأعمال العربية من القارتين الأوروبية والأمريكية وتوجهها إلى تركيا

·        أثرت الأحداث السياسية والعسكرية الدموية في كل من العراق وسورية وليبيا واليمن إلى خروج نسبة كبيرة جداً من الاستثمارات المحلية والأجنبية من هذه البلدان باتجاه تركيا

·        الطبيعة الساحرة لتركية والأجواء الطبيعية المشجعة على السياحة والإقامة والحياة براحة وأمان

·        الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تتمتع به تركيا من أهم العوامل التي تشجع رؤوس الأموال العربية للإقامة في تركيا

·        انخفاض تكاليف المعيشة نسبياً مقارنة بالحياة في الدول العربية والأوروبية ،مع وجود خيارات مشجعة للعمل والاستثمار وجني الأموال

·        تقديم تركيا أنواعاً كثيرة للإقامة القانونية على أرضها: الإقامة السياحية والعائلية والدراسية والعقارية وإقامة العمل وغيرها.

أين يستثمر العرب أموالهم في تركيا

تتعدد المجالات التي يستثمر فيها العرب في تركيا ومنها المجالات الحكومية والتي تكون بالتنسيق بين حكومة البلد العربي والحكومة التركية، وهذا النوع من الاستثمارات يتركز على النقاط التالية:

·        التطوير والتمويل العقارية

·        مشاريع الطاقة

·        البنوك

أما الاستثمارات العربية الخاصة فهي متعددة، وتنشط في الكثير من المجالات وعلى رأسها:

·        التملك والاستثمار العقاري

·        قطاع الخدمات السياحية

·        قطاع الخدمات العامة

·        المدارس والمراكز التعليمية

·        التجارة الخارجية

·        الوساطات والخدمات القانونية

·        الخدمات الجامعية

·        تصنيع المواد الغذائية

·        الزراعة والمشاريع الزراعية وتربية المواشي

يعمل العرب في تركيا بشكل دؤوب لتحقيق نجاحات مبهرة، وقد أثبتوا ذلك خلال فترة قصيرة، فتوفرت في تركيا البيئة المشجعة للاستثمار، وأمّن العرب الكوادر الفتية والمستثمرة الراغبة بتوظيف رأس المال في الاستثمار على الأراضي التركية، مستفيدين من عوامل التشجيع والتحفيز والنمو الاقتصادي الكبير.