# هاشتاق

 دراسة حول التدين في تركيا.. 94% يصفون أنفسهم بـ”المتدينين”

دراسة حول التدين في تركيا

نشرت جامعة مرمرة التركية دراسة حول نسب الإيمان والتدين في تركيا. وتغطي الدراسة قضية الإيمان بالله ومظاهر التدين بين المشاركين من مختلف المناطق التركية.

أشرف على هذه الدراسة، إلى جانب جامعة مرمرة وجامعة ابن خلدون، معهد أبحاث الإيمان والتدين التركي (TIDA)، والمعهد الدولي للفكر الإسلامي (IIIT)، وهيئة MAHYA للنشر، تحت إشراف الأستاذ المساعد بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة مرمرة البروفيسور زوبير نيشانجي.

خلفية الدراسة

تلخّص الدراسية نتائج مسح الإيمان والتدين التركي (TIDA)، الذي أُجري عمله الميداني بين ديسمبر/كانون الأول 2021 ومايو/آيار 2022.

وتم إعداد التقرير باستخدام بيانات تم جمعها بواسطة أخذ العينات العشوائية من 1942 شخصاً تبلغ أعمارهم 18 عاماً وأكثر، وتغطي سكان الريف والحضر بشكل متناسب في 35 مقاطعة.

نتائج البحث

تُظهر نتائج الدراسة أن المعتقدات والممارسات الدينية شائعة جداً في جميع أنحاء تركيا. وفي الوقت نفسه، يشير البحث الرئيسي للدراسة إلى أن مستويات انتشار المعتقدات والممارسات الدينية تختلف اختلافاً كبيراً، حسب الفئات الاجتماعية ومستوى التعليم والمناطق الجغرافية.

نسبة المتدينين

وأظهرت الدراسة أن غالبية السكان في تركيا يعتقدون أنهم متدينون بنسبة 94% ممن شملتهم الدراسة، وأن هناك قرابة 6% فقط غير ذلك.

ومن مجموع السكان هناك نحو 1.5% من الملحدين، إضافة إلى 2.5% من اللادينيين، وقرابة 1.7% يفترض أن يكونوا قريبين من مذهب الربوبية الفلسفي.

وبحسب الدراسة، قالت نحو 48% من المشاركات في الدراسة إنهن في كثير من الأحيان أو دائماً يرتدين الحجاب عند الخروج من منازلهن.

فيما بلغت نسبة من يصلون بشكل متكرر أو دائم، أي بانتظام 5 مرات في اليوم، 39%، وترتفع هذه النسبة إلى 68% في الفئة العمرية 65 عاماً وما فوق، وتنخفض إلى 20% في الفئة العمرية بين 18-24 عاماً.

وكانت منطقة شرق وسط الأناضول هي أعلى المناطق التي شهدت معدلاً للصلاة بانتظام بنسبة 63%، وينخفض ​​هذا المعدل إلى 23% عندما يتعلق الأمر بمنطقة غرب مرمرة التي تضم مدينة إسطنبول أكبر المدن التركية وأكثرها اكتظاظاً بالسكان.

كما ذكرت الدراسة أن ثلاثة أرباع المشاركين؛ ذكروا أنهم يصومون بانتظام خلال شهر رمضان.

المرأة المحجبة والقضاء

أيَّد معظم المشاركين (85%) فكرة أن النساء المحجبات يمكن أن يعملن كقاضيات أو مدعيات في السلك القضائي التركي.

وتتراوح نسبة المؤيدين للرأي المؤيد للمحجبات للعمل كقاضيات أو مدعين عامَّين في 11 مقاطعة في تركيا بين 82% و94%.

بينما 77% فقط من المشاركين الذين يعيشون في منطقة بحر إيجه يؤيدون فكرة أن النساء المحجبات يمكن أن يصبحن قاضيات أو مدعيات عامّات.

يوافق ما يقرب من 73% في جميع أنحاء تركيا على أنه يمكن “ممارسة شعائر الدين بشكل مريح في بلد علماني”، وكانت نسبة الموافقة على هذا الرأي نحو 70% بين الرجال، و75% بين النساء.

إضافة إلى ذلك، فإن النسبة الأدنى التي تتفق مع هذا الرأي كانت في منطقة شمال شرق الأناضول بنحو 59%؛ وسجلت أعلى نسبة تأييد للرأي القائل بـ”ممارسة شعائر الدين بشكل مريح في بلد علماني” في منطقة غرب مرمرة بنسبة 84%، وكان طلاب الجامعات هم المجموعة التي يدافع معظمها عن هذا الرأي.

الهوية الإسلامية

إلى جانب ذلك، كشفت الدراسة أن الهوية المسلمة هي الهوية الأكثر قبولاً داخل المجتمع التركي، تليها بعد ذلك الهوية القومية، ثم الكمالية والعلمانية.

وتبلغ نسبة الذين يتفقون مع فكرة “اختلاف طبيعة الرجال عن النساء” نحو 70% في تركيا؛ بينما تعتبر نسبة من يوافقون على فكرة أن “رب البيت يجب أن يكون رجلاً” نحو 40%؛ فيما يرفض ذلك قرابة 47%.

وكان طلبة الجامعة هم أكثر المجموعات التي تعترض على الرأي القائل بأن “رب الأسرة يجب أن يكون رجلاً”؛ وبين هذه الفئة، تبلغ نسبة من لا يوافقون على عبارة “رب البيت رجل” 67% في تركيا.

الحياة المشتركة دون زواج

بلغت نسبة الذين يعترضون على الرأي القائل بأن “الرجل والمرأة يمكنهما العيش معاً دون زواج” نحو 68%. ومع ذلك، فإن ما يقرب من 21% من السكان يؤيدون هذا الرأي، وترتفع هذه النسبة بين طلاب الجامعات إلى 40%.

أفاد معظم المشاركين (74%) أنهم “لا يوافقون” أو “يعارضون بشدة” على استخدام عبارة “الحجاب رمز سياسي”. وكانت نسبة رؤية الحجاب على أنه “رمز سياسي” بين الرجال هي أكثر من النساء.

فيما تبرز النساء على أنهن علمانيات أكثر من الرجال في المجتمع التركي؛ إلا أن الغالبية تعتقد أن “الدولة لا يجب أن يكون لها هوية دينية”.

ويعتقد الرجال والنساء في الغالب، بحسب الدراسة، أن “العلمانيين في تركيا يمكنهم أن يعيشوا حياتهم بحرية”. ومع ذلك تعتقد النساء أن العلمانيين يتمتعون بحرية أقل في الحفاظ على أنماط حياتهم.

وتقول الدراسة إن الناس الذين يعيشون في المدن يعتقدون أن الحريات مقيدة بشكل أكبر.

الهوية العلمانية

وفي حين أن النساء بشكل عام أقرب إلى الأيديولوجية العلمانية، فإن الدراسة كشفت أن الاشتراكية أكثر قبولاً بين النساء. كما أن طلاب الجامعات هم المجموعة التي تعتبر نفسها الأكثر بعداً عن الإسلام والسنة والتدين والمحافظة، والأقرب للدفاع عن حقوق النساء والمثليين بسبب تبنيهم مذهب الربوبية الفلسفي.

وكشفت الدراسة أن نسبة الإلحاد كانت أعلى بين أولئك الذين حصلوا على درجات متقدمة من التعليم، كحملة الماجستير والدكتوراه. ومع ارتفاع مستوى التعليم، يزداد القرب من الهُويات العلمانية.

وكشفت الدراسة أن أكثر المناطق التي تتركز فيها الهوية القومية كانت منطقة البحر الأسود الشرقي والبحر الأبيض المتوسط.

ويشعر ربع منطقة وسط الأناضول فقط بقربهم من الكمالية؛ فيما تحظى النزعة العلمانية بالقبول الأكبر في منطقة غرب مرمرة؛ فيما كانت الهوية العلوية هي الأكثر تبنياً لدى أهالي منطقة الشرق الأوسط من الأناضول.