# هاشتاق

العشر الأواخر من شهر رمضان “هبة ربانية”

العشر الأواخر من شهر رمضان "هبة ربانية"

رمضان كله خير، وخير الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان، وورد في السنة النبوية العديد من الدلائل على فضل العشر الأواخر من الشهر الكريم.

سنتعرّف في هذا المقال على فضل العشر الأواخر من شهر رمضان وأهمية هذه الأيام وكيف يمكن تحصيل الخيرات فيها.

أهمية الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك

كان رسول الله ﷺ يجتهد في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك ما لا يجتهد في غيرها، وقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ “كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره” (رواه البخاري ومسلم).

ويتلخّص فضل وأهمية الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك بالنقاط التالية:

  • فيها عتقٌ من النيران، لما ورد عن النبي ﷺ قوله أن رمضان أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.
  • هي فرصة أمام المسلم لتعويض أي تقصير حصل في أول وأوسط رمضان.
  • فيها يلتمس المسلمون ليلة القدر وخاصةً في الليالي الفردية منها.
  • فيها نزل القرآن، لأن ليلة القدر التي نزل فيها القرآن هي في إحدى هذه الأيام.
  • تنزّل فيها الملائكة لخصوصية ليلة القدر كما تتنزّل في كل رمضان.

اعمال في العشر الأواخر من شهر رمضان

يمكن للمسلم القيام بالعديد من الأعمال في العشر الأواخر من شهر رمضان، فبقدر ما تكثر فيها الأعمال الصالحة بقدر ما تزداد فيها الحسنات، بما يكون موجباً لنيل مرضاة الله وعفوه ومغفرته.

جمعنا لكم فيما يلي مجموعة من الأعمال التي يمكن القيام بها في العشر الأواخر من رمضان:

قراءة القرآن وليلة القدر

لقراءة القرآن أجرٌ كبير وثوابٌ عظيم، فبكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، وقد يوافق قراءتك للقرآن في إحدى ليالي العشر الأواخر من رمضان؛ أن تكون تلك الليلة هي ليلة القدر.

فبذلك قد ينال المرء فيها أجر ألف شهر من قراءة القرآن أو أكثر، لقوله تعالى: “ليلة القدر خير من ألف شهر“، أي أن عمل ليلة عن عمل أكثر من 83 سنة متواصلة ليلاً ونهاراً.

الذكر والدعاء في العشر الأواخر

يعدّ الذكر والدعاء في العشر الأواخر الأمور المستحبة، وفيها من الفضل والثواب الشيء الكثير، وأفضل الذكر والدعاء في العشر الأخير هو ما ورد من الذكر والدعاء في السنة النبوية.

وأفضل الذكر في ليلة القدر التي يتم التماسها في العشر الأخير من رمضان؛ ما ورد عن السيرة النبوية عندما سألت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي ﷺ وقالت: “يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علمتُ أيَّ ليلةِ القدرِ ما أقولُ فيها ؟ قال: قولي: اللهمَّ إنك عفوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي“.

كما أن الصلاة على النبي ﷺ من الأذكار المستحبة في الأيام الفضيلة وفيها الكثير من الخير والبركة والثواب.

ويُسنّ الدعاء في العشر الأواخر كما يُسنّ في كل رمضان وباقي الأيام التي يُلتمس فيها استجابة الدعاء.

والدعاء هو لبّ العبادة، فقد ورد في الحديث النبوي عن رسول الله ﷺ قوله: “إن الدعاء هو العبادة”، ليقرأ بعدها الآية الكريمة: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” [غافر: 60]، رواه البخاري.

والدعاء في العشر الأواخر قد يوافق ليلة القدر التي لها خصوصية وبركة قد تكون سبباً في استجابة الدعاء.

قيام ليلة القدر

ليلة القدر هي أعظم ليالي السنة، ولها من عظيم المكانة أنها تأتي في أعظم شهور السنة (شهر رمضان)، وأعظم أيام رمضان (العشر الأخير)، وقيام ليلة القدر والاجتهاد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان باب كبير من أبواب الأجر والثواب.

ويمكن قيام ليلة القدر بتلاوة القرآن وإقامة الصلاة وقراءة الأذكار، والقيام بأعمال الخير المتنوعة وتقديم الصدقات للمحتاجين، وجميع الأعمال الصالحة التي تزيد من الحسنات وتقرب العبد من مرضاة الرب.

الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان

الاعتكاف هو لزوم المسجد على نية طاعة الله سبحانه وتعالى، ويؤدي المعتكف في المسجد العبادات والصلوات ويقضي وقته في الذكر والدعاء وقراءة القرآن.

والاعتكاف هو سنة مؤكدة، فقد ورد عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أنه قال: “كانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ يَعتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ” متفق عليه.

إخراج الصدقة في العشر أيام الأخيرة من رمضان

فضل الصدقة كبير في كل الأوقات، وإخراجها في الأيام والأوقات الفضيلة عملٌ مستحب، فإخراجها في رمضان له كبير الأجر والثواب، وإخراج الصدقة في الأيام العشر الأخيرة من رمضان التي قد يوافق فيها ليلة القدر، والتي تُعتبر فرصة كبيرة لطالبي العفو والمغفرة والحسنات.

كما أن إخراج الصدقة في العشر أيام الأخيرة من رمضان؛ يعين الفقير والمحتاج على الاستعداد لعيد الفطر وفرحته، من شراء ملابس للعيد وتجهيزات قد يحتاجها، إلى جانب أن الفقير الذي سيتوقف عن العمل في العيد وهو لا يدخر ما يعينه؛ سيكون أشد حاجة لهذه المساعدة.

ويمكن توزيع الصدقات والمساعدات في العشر الأخير إما بشكل شخصي أو عبر توكيل الجمعيات الخيرية والمنظمات الإغاثية بتوزيع المساعدة على الفقراء والمحتاجين.

التبرع بزكاة الفطر للمحتاجين

إن زكاة الفطر هي واجبةٌ على كل مسلمٍ يملك قوت يوم العيد، ويدفعها الشخص عن نفسه ومن يعول، وتُوزّع على الفقراء والمساكين الذي لا يمتلكون شيئاً، وتُقدّر زكاة الفطر بقيمة رطل (3 كيلو غرامات) من الشعير أو الزبيب أو طعام عامة أهل البلد.

ويمكن التبرع بزكاة الفطر للمحتاجين بإخراجها نقداً كما أفتى أهل العلم، ولذلك فائدة كبيرة تتيح للمحتاج التصرف بالمبلغ على الوجه الأكثر نفعاً له.

وتفتح منظمة بنيان للشباب والتنمية الباب أمام التبرع بزكاة الفطر للمحتاجين، حيث تتلقى الزكاة وتقوم بتوزيعها على المحتاجين من الفقراء والمساكين المقيمين في مخيمات اللجوء وأماكن النزوح، عبر برامج ومشاريع تستهدف احتياجاتهم الأساسية من تعليم وصحة وسبل معيشة.

اغتنام جميع الوقت

أقل ما يمكن أن يقال عن أفضل فعل في العشر الأواخر من رمضان هو اغتنام جميع الوقت بالطاعات والعبادات ليلاً ونهاراً.

وبذلك يسعى المسلم للتقرب إلى الله واستحقاق العتق من النيران، ويمكن التماس ليلة القدر في الليالي الفردية من العشر الأواخر لاحتمال موافقتها بالعمل وبالتالي نيل الثواب الكبير.

المصدر | وكالات + ترند10