لماذا يشعر الأشخاص بـ “الاختناق تحت الضغط”، وما العلاج؟
في ظاهرة يطلق عليها “الاختناق تحت الضغط” يشعر بعض الناس بالاختناق تحت ضغط المواقف المصيرية شديدة الأهمية، مثل مقابلة عمل أو امتحان أو منافسة رياضية، وهو ما يعني تقديمهم أداءً أسوأ مما كان متوقعاً،
ولا شك أنه إذا ما زال هذا الشعور بالضغط، فسيكون هؤلاء الأشخاص قادرين على تقديم أفضل أداء لديهم.
لكن ما أسباب تلك الظاهرة؟ وهل يمكن تجنبها؟ إليكم ما يقوله العلم.
كيف يمكن أن تؤثر ظاهرة الاختناق تحت الضغط على الأداء؟
يعد الأداء الضعيف في المواقف المصيرية والأوقات العصيبة ظاهرة معروفة جيداً، لكن الدراسات لم تسلط الضوء إلا مؤخراً على الآليات المحتملة الكامنة وراء حدوث ذلك.
فوفقاً لما ذكره موقع Live Science الأمريكي فإن الشعور بـ “الاختناق تحت الضغط” قد يكون مرتبطاً
بما يُعرف بـ “استجابة الكر أو الفر”، وهي آلية يستخدمها الجسم لحماية نفسه من المواقف التي يعتبرها تهديداً محتملاً.
جيري تيكاري، أخصائي علم النفس السريري في Kooth، وهي منصة رقمية للرفاهية العقلية والاستشارات
يقول: “ضمنت هذه الآلية بقاء البشر حتى الآن، ومع ذلك، تكافح أدمغتنا أحياناً للتمييز بين ما هو خطير ومهدد لبقائنا وما هو ليس كذلك”.
وأوضح تيكاري: “هذا يعني أن الاستجابات الفسيولوجية الناشئة عند بعض الأشخاص في المواقف الخطرة تكون في بعض الأحيان نفس الاستجابات التي تنشأ عندهم عندما يواجهون تحديات أقل تهديداً،
مثل التحدث أمام جمهور أو المشاركة في مسابقات رياضية، عندما يستخدم الجسم “استجابة الكر أو الفر”،
فإنه يزيد بسرعة من إنتاج هرمونات التوتر، مثل “الكورتيزول” و”الأدرينالين”. هذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم”.
صرف انتباه الشخص
ووفقاً لمراجعة نُشرت عام 2015 في دورية “Frontiers in Behavioral Neuroscience”، فإن نشاط مناطق الدماغ المشاركة في التحفيز والانتباه يتغير تحت تأثير الضغط والتوتر.
كما تشير المراجعة إلى أن الوقوع تحت ضغط شديد قد يصرف انتباه الشخص بعيداً عن المهمة ويجعله يركز على مخاوفه بشأن عواقب الفشل.
بالإضافة إلى ذلك، عندما تكون هناك دوافع كبيرة وضغط اجتماعي لتحقيق النجاح، على سبيل المثال،
أثناء تقديم امتحانات الثانوية النهائية، قد ينصب الكثير من تركيز الأشخاص على ضرورة الحصول على العلامات كاملة وعدم إضاعة أي منها من أجل الدخول إلى كلية محترمة في الجامعة، وهو ما يؤدي إلى تحفيز مفرط للدماغ وأداء أضعف من المتوقع.
ما أعراض الاختناق تحت الضغط؟
وفقاً لما ذكره موقع Verywell Mind الطبي فإنه عند تعرضك لحالة الاختناق تحت الضغط فإنك ستشعر بما يلي:
- تلهث من أجل الهواء
- تشعر بأن تنفسك ضحل وضيق
- سرعة تنفسك أسرع من المعتاد
- لا يمكنك إبطاء تنفسك السريع
- تشعر وكأنك تختنق
- ضيق في التنفس أو فرط في التنفس
- الإغماء
- الدوار
- ضيق التنفس مقابل فرط التنفس
ضيق التنفس وفرط التنفس مرتبطان ارتباطاً وثيقاً ببعضهما البعض، عندما تشعر بضيق في التنفس،
قد تتنفس بشكل أسرع، ما قد يؤدي إلى فرط التنفس، وبالتالي، يمكن أن يؤدي فرط التنفس إلى حدوث ضيق في التنفس أو تفاقمه إلى حالة فرط تهوية:
- يمكن أن يزيد من حدة مشاعر الذعر والتوتر والقلق
- يمكن أن تقلل من ثاني أكسيد الكربون في الدم
- يمكن أن يؤدي إلى الإغماء والغثيان والتنميل أو الوخز وجفاف الفم
- يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالضيق في الصدر
- يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالارتباك
طرق علاج ظاهرة الاختناق تحت الضغط
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تخفيف شعور الاختناق تحت الضغط، والذي بدوره يساعد على تقديم أفضل أداء ممكن، ومن بين هذه الطرق ما يلي:
ضغط الكرة باليد اليسرى!
مجموعة عمل خاصة بعلم النفس الرياضي بقيادة البروفيسور يورغن بيكمان قاموا بالتحقيق في ظاهرة الاختناق تحت الضغط لعدة سنوات بحثاً عن حلول، ووجدوا أن الضغط على الكرة بشكل ديناميكي باليد اليسرى فعال في منع الاختناق.
ويقول البروفيسور بيكمان، وفقاً لما ذكرته مجلة Neuroscience News Science:
“لقد نجحنا بالفعل في إظهار التأثيرات الإيجابية للضغط الديناميكي باليد اليسرى”.
وأضاف البروفيسور بيكمان: “الضغط باليد اليسرى يحقق تنشيطاً أقوى لنصف الكرة الأيمن من الدماغ المسؤول عن المهارة ومهمة تنسيق المهام من أجل التواصل الوظيفي، بما في ذلك حل المشكلات،
والذاكرة والتفكير المنطقي”.
كما أكد أن الضغط الديناميكي باليد اليسرى يؤدي إلى مزيد من تأثير الاسترخاء،
وهو ما يُشار إليه باسم “آلية إعادة الضبط”.
تدرب تحت الضغط
إذا كنت تتفوق على جميع اختبارات الدراسة ولكن في الامتحان الرئيسي بدأت في نسيان كل شيء،
فهنا ستبدأ بالشعور بالاختناق تحت الضغط، وأحد أسباب هذه المشكلة هي أنك لم تعوّد نفسك على الضغط.
ووفقاً لما ذكره موقع Medium فإنه عندما تتعلم شيئاً ما بينما يكون دماغك في حالة كيميائية واحدة،
فإنك تتذكره بشكل أفضل في نفس الحالة الكيميائية.
على سبيل المثال، الطلاب الذين يدرسون في بيئة هادئة، فإنهم لا يحصلون على نفس الكورتيزول والأدرينالين الموجودين في الامتحان الحقيقي، لذلك عليك التدرب على تعويد نفسك للشعور بالضغط.
كن واثقاً من نفسك
أخبر نفسك بأنك أنت الذي تسيطر على الوضع، وكن واثقاً بنفسك بقدر المستطاع،
إذ يميل الأشخاص الذين يعتقدون أن لديهم القدرة على التأثير على ما يحدث لهم (يسمى “معتقدات التحكم”) إلى أداء أفضل في مهمة معينة.
في إحدى الدراسات التي أجرتها مجلة Psychology of Sport and Exercise في عام 2012،
طُلب فيها من لاعبي كرة القدم تنفيذ ركلات الجزاء، تمكن المشاركون الذين لديهم ثقة عالية بأنفسهم من تصويب تسديداتهم بشكل أفضل من أولئك الذين لديهم ثقة أقل.
الخلاصة
هي أن تغيير نظرتك إلى نفسك سيغير أداءك، وهو أسلوب نفسي معروف جيداً يسمى “إعادة الصياغة المعرفية”،
وقد ثبت أنه فعّال في الحد من المشاعر مثل القلق أو الإحباط الذي يؤدي إلى الاختناق، كما يقول عالم النفس مارك جونز، أستاذ في جامعة مانشستر متروبوليتان في المملكة المتحدة.
يؤكد فريق “ترند 10trend ” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.