فصيلة “الدم الذهبية”.. ما مميزاتها ومن يمتلكها؟
جميعاً نعلم أن الدم مكون من 4 فصائل، هي: (A، وB، وO، وAB)، لكن هل سمعتم من قبل عن فصيلة الدم الذهبية، وخصائصها، ومن يمتلكها؟.. إليكم كل ما تحتاجون معرفته عن هذه الفصيلة النادرة للغاية.
ما فصيلة الدم الذهبية (Rh-null)؟
فصيلة الدم الذهبية المعروفة طبياً باسم “Rh-null”، من الفصائل النادرة للغاية، حيث يمتلكها 43 شخصاً فقط حول العالم، 9 منهم يتبرعون بالدم فقط، وتسمى”الفصيلة الذهبية”، بسبب ندرتها وقيمتها الكبيرة، ولنعرف سبب ندرة هذه الفصيلة، نحتاج إلى فهم القليل عن فصائل الدم.
كيف تطورت فصائل الدم؟
هناك أربع فصائل رئيسية للدم، فصيلة الدم (A) هي الأقدم، وكانت موجودة حتى قبل تطور الجنس البشري من أسلافنا.
النوع (B) تطور منذ حوالي 3.5 مليون سنة، من طفرة جينية حدثت في أحد السكريات على سطح خلايا الدم الحمراء. وقبل 2.5 مليون سنة، أدت طفرة أخرى في الجين المسؤول عن نوع السكر، الذي تمتلكه خلايا الدم، إلى تكوين فصيلة الدم (O)، التي لا تحتوي خلاياها على السكر الذي يسبب تكوين فصيلتَيْ (A)، أو (B).
في وقت ما على مر السنين، تطورت فصيلة دم أخرى، وهي فصيلة تعبر عن كلا السكرين معاً، تعرف باسم (AB)، وتتميز أنواع الدم بالمستضدات الموجودة على غشاء الخلية، وتؤدي إلى استجابة مناعية على اتصال ببيئة غير متوافقة معها.
ويتم تصنيف الأنواع الأربعة من خلايا الدم، وفقاً لمستضدات (A، وB)، لهذا فإن فصيلة الدم (A) تحمل المستضد (A)، وفصيلة الدم (B)، تحمل المستضد (B)، و(AB)، وتحمل كليهما. أما فصيلة الدم (O)، فلا تحمل أياً منهما. بالإضافة إلى ذلك، يتم تصنيف خلايا الدم الحمراء، وفقاً لوجود أو عدم وجود مستضد آخر، يسمى العامل الريزوسي الموجب أو السالب، فإذا كان موجوداً، فتتم إضافة علامة (+) بجوار فصيلة الدم وتعرف بالموجب، وإذا لم تكن كذلك، تتم إضافة علامة (-)، وتعرف بالسالب.
ما “الدم الذهبي”؟
تم تحديد الحالة الأولى من “الدم الذهبي” عام 1961 في امرأة ولدت بأستراليا. ومنذ ذلك الحين، تم العثور على العشرات من الحالات الغريبة الأخرى، ويقدر العلماء أن حوالي 1 من كل 6 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم لديهم هذه الفصيلة الدموية، ولا أحد يعرف على وجه اليقين سبب ذلك، لكن لا يوجد سوى 43 حالة مؤكدة.
وتعتبر هذه الفصيلة دماً مميزاً لأي شخص لديه فصائل دم نادرة في نظام (Rh)، لأنه يفتقر إلى أي من المستضدات التي قد تثير مقاومة الجهاز المناعي، وهذا يعني أن فصيلة الدم هذه لديها إمكانات هائلة لنقل الدم، كما تم استخدامه في الأبحاث الطبية، كما هي الحال في تطوير الأدوية القائمة على الغلوبولين المناعي، المستخدمة للوقاية من مرض “ريسوس”، وهي حالة تهاجم فيها الأجسام المضادة في دم المرأة الحامل خلايا دم طفلها.
فصيلة الدم الذهبية حول العالم:
وبعد المولودة الأسترالية، التي وُلدت بالفصيلة الأندر على الإطلاق، تم تسجيلها في بعض البلدان، والقارات المختلفة، مثل:
· اليابان عام 1987.
· إسبانيا عام 1992.
· البرازيل عام 2015.
· إيران عام 2018.
· كولومبيا عام 2021.
· الصين عام 2022.
من أين تأتي فصيلة الدم الذهبية؟
في بعض الحالات، تمتد فصيلة الدم الذهبية (Rh-null) في العائلات، وهو أمر منطقي بسبب مكونه الجيني، وهناك أيضاً بعض الأدلة التي تشير إلى أن زواج الأقارب: (أبناء العم، والأقارب من الدرجة الثانية)، يمكن أن يزيد احتمال حدوث طفرة جينية، تسبب فصيلة “الدم الذهبية”.
ويمكن للتغييرات، التي تمر بجسم الإنسان أن يكون لها تأثير في الحصول على فصيلة الدم الذهبية أو الحذف الكامل لجينات معينة، وهي: RHD، وRHCE، وRHAG.
هل يمكن التبرع بالدم الذهبي؟
من أكثر الأسئلة المثيرة حول موضوع فصيلة الدم الذهبي، هل يمكن لأصحابها التبرع بالدم؟.. نعم، يمكن لأصحاب الدم الذهبي التبرع، بسبب عدم وجود مستضدات في كرات الدم الحمراء، ويعد الشخص المصاب بالدم الخالي من عامل (RH) متبرعاً عالمياً، أي يمكن التبرع لأي شخص لديه أي فصيلة دم أخرى.
يعتبر الدم الذهبي مثالياً للنقل أيضاً، لأنه يفتقر إلى المستضدات الشائعة، وبالتالي لا يمكن التعرض لخطر تفاعل نقل الدم، لكن أيضاً لا يمكن استخدامها بسهولة، لقلة عدد المتبرعين، الذين يصل عددهم إلى 43 حول العالم.
الآثار الجانبية لفصيلة الدم الذهبية:
أحياناً، قد يتعرض الأشخاص المصابون بفصيلة الدم الذهبية (Rh-null) لبعض المشاكل، هي:
· بنية أقل مرونة من الخلايا الحمراء.
· زيادة هشاشة العظام لنقص مستضد (RH).
· تغير في حجم خلايا الدم.
· إمكانية الإصابة بفقر الدم الانحلالي، الخفيف إلى المعتدل.
سبب تسمية هذه الفصيلة:
يرجع اسم “الدم الذهبي” إلى الإغريق، الذين كانوا يعتقدون أن الآلهة تمتلك دماً ذهبي اللون يعرف باسم “السائل الأثيري”، ويتميز بخصائص خالدة، لكن حسب اعتقادهم كان ساماً للبشر، حتى تم اكتشاف فصيلة دم نادرة عام 1961، أطلق هذا الاسم عليها.
ورغم ندرة هذه الفصيلة، فإنه يمكن لأصحابها التبرع لكافة الفصائل الأخرى، لهذا السبب أطلق عليها “الفصيلة الذهبية”، لأهميتها الطبية.