قصف روسي يستهدف مدينتين أوكرانيتين وزيلينسكي يزور قواته في دونيتسك
أفادت السلطات الأوكرانية تضرر عشرات المنازل جراء قصف صاروخي ليلي روسي استهدف مدينتين غرب أوكرانيا على الحدود مع بولندا، في حين زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قواته العسكرية في منطقة دونيتسك جنوب شرقي البلاد.
وقال أندريه سادوفي رئيس بلدية لفيف على تليغرام “أسقطنا العديد من الصواريخ، لكن كانت هناك أيضا ضربات في لفيف”، مضيفا أن “مباني سكنية أصيبت، وأن حريقا نشب في الطوابق العليا”.
وفي لوتسك على مسافة حوالي 150 كيلومترا شمال غرب لفيف قال يوري بوغولياكو حاكم منطقة فوليني عبر تليغرام إن قصفا استهدف مكاتب شركة عاملة في القطاع الصناعي، مشيرا إلى إصابة شخصين بجروح.
وفي مارس/آذار 2022 قتل 4 جنود أوكرانيين وأصيب 6 بجروح في قصف روسي على القاعدة الجوية في لوتسك، بحسب السلطات المحلية.
وسبق أن تعرضت لفيف (المدينة الكبرى في غرب أوكرانيا التي نادرا ما تستهدف) لضربة روسية في يوليو/تموز الماضي أوقعت 10 قتلى وألحقت أضرارا بأكثر من 30 مبنى، وفق السلطات المحلية.
وفي تطور لاحق، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية تدمير 16 صاروخا من أصل 28 أطلقتها القوات الروسية خلال الليل على عدة مناطق في البلاد.
“تدمير” البنية التحتية
وفي أوديسا جنوبا، قالت القيادة العسكرية إن الدفاعات الجوية أسقطت 15 مسيّرة و8 صواريخ أطلقتها القوات الروسية على المدينة أمس الاثنين، واتهمت موسكو بالسعي إلى تدمير البنية التحتية للموانئ الأوكرانية.
وأضافت المصادر ذاتها أن شظايا الصواريخ والمسيّرات أوقعت 3 إصابات في صفوف المدنيين وخلفت أضرارا مادية.
وقد نشرت قيادة القوات الجوية الأوكرانية فيديو لما قالت إنه عمل وحداتها خلال تصديها للهجمات الروسية، وقالت إن المقطع يظهر عمل صواريخ “إس-300” ومدافع “جيبارد” الألمانية المضادة للطائرات.
وتعد أوديسا أكبر ميناء وقاعدة بحرية في أوكرانيا، وتتعرض لهجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة بعد انسحاب روسيا في يوليو/تموز الماضي من اتفاق كان يسمح بشحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
وكانت أوكرانيا قد دعت إلى إخضاع ممرات الحبوب في البحر الأسود لإشراف الأمم المتحدة.
وفي وقت سابق أمس، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنها أحبطت محاولة جديدة لارتكاب ما وصفته بهجوم إرهابي بطائرة مسيرة على مقاطعة بيلغورود الروسية الحدودية غرب روسيا.
وأضافت الوزارة أن القوات الروسية كشفت المسيّرة ودمرتها فوق أراضي المقاطعة دون إصابات أو أضرار مادية.
وفي سياق متصل، أعلنت أوكرانيا أمس الاثنين تحقيق تقدم محدود شرقي البلاد وجنوبها في إطار الهجوم المضاد الذي باشرته قبل شهرين بهدف تحرير المناطق التي سيطرت عليها روسيا.
زيلينسكي في دونيتسك
وفي تطور لافت، تفقّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قواته العسكرية في منطقة دونيتسك جنوب شرقي البلاد. وذكر زيلينسكي على حسابه في “تليغرام” الثلاثاء، أنه التقى الجنود في مواقعهم بهذه المنطقة التي تدور فيها أشرس المعارك ضد القوات الروسية.
وأضاف زيلينسكي أنه بحث مع جنوده الأعمال اليومية الهجومية والتعزيزات العسكرية وإمكانات القادة، علما أن آخر زيارة لزيلينسكي لجنوده في دونيتسك كانت بنهاية يوليو/تموز الماضي.
فاعلية الأسلحة
وفي موسكو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة موجهة للمشاركين في مؤتمر موسكو الدولي للأمن والمعرض العسكري “الجيش 2023” إن الغرب يحاول تأجيج الصراع في أوكرانيا وجر دول أخرى إليه.
وأضاف أن دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) تستمر في تعزيز قدراتها العسكرية وتحاول نقلها إلى الفضاء. وأكد انفتاح روسيا على تعميق التعاون التكنولوجي في المجال العسكري التقني مع الدول الأخرى على أساس متساوٍ.
ولم يستبعد بوتين رغبة حلف الناتو الاندماج بشكل كامل مع حلف “أوكوس” الذي يجمع الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة.
وأشار إلى أن معظم الدول مستعدة للدفاع عن سيادتها وسيتعين على المجتمع الدولي تشكيل الخطوط العامة للمستقبل. وشدد بوتين على أهمية بناء نظام أمني يحمي جميع الدول دون استثناء.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن المعدات الغربية بعيدة عما يروج لها من فعالية، مشيرا في إطار افتتاح المنتدى العسكري التقني بموسكو إلى أن الصناعات الدفاعية الروسية ضاعفت قدراتها الإنتاجية بغض النظر عن ضغط العقوبات المفروضة عليها، حسب تعبيره.
وأكد شويغو أن القوات الأوكرانية تفشل في تحقيق النتائج رغم المساعدات الغربية الشاملة لها. كما حذر من الأوضاع حول محطة زاباروجيا النووية ووصفها بأنها مثيرة للقلق لا سيما أن إجراءات القوات هناك قد تؤدي إلى كارثة نووية.
واتهم شويغو أوكرانيا بتشكيل مستودعات من الذخائر في أوديسا والموانئ الأخرى تحت ما سماه ستار صفقة الحبوب.
مساعدات أميركية
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حزمة مساعدات أمنية جديدة لأوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار، موضحا أن هذه المساعدات تتضمن ذخائر للدفاع الجوي وطلقات مدفعية ومعدات مضادة للدروع وغيرها.
وقال بلينكن إن روسيا بدأت هذه الحرب ويمكن أن تنهيها في أي وقت بسحب قواتها من أوكرانيا ووقف هجماتها الوحشية، مضيفا أن الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها سيقفون متحدين مع أوكرانيا مهما طال الأمر إلى أن توقف موسكو حربها.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن حزمة المساعدات الجديدة -التي ستسحب من مخزون الوزارة- تشمل ذخيرة لمنظومة باتريوت للدفاع الجوي وراجمات “هيمارس”، إضافة إلى قذائف مدفعية الميدان والدبابات، وصواريخ مضادة للمدرعات من طرازي تاو وجافلين.
المصدر | وكالات + ترند10