انتحار روبوت.. لم يتحمل ضغط العمل اليومي
عندما يضغطنا المدير بطلبات العمل نقول في أنفسها: “هل أنا روبوت؟”، وكأن الروبوات (الإنسان الآلي) وحده هو من يستطيع تحمل الضغط، لكن يبدو أن حتى الروبوت لا يتحمل الضغط دائماً.
إذ تحدثت وسائل الإعلام عن انتحار روبوت في كوريا الجنوبية بإسقاط نفسه من ارتفاع سبب توقفه عن العمل، وهو ما أثار الدهشة والتساؤلات.
انتحار روبوت
أعلن مجلس مدينة جومي في كوريا الجنوبية أن روبوت كان يعمل لديها وُجد لا يعمل أو يستجيب بعد أن سقط فيما يبدو من درج يبلغ ارتفاعه مترين.
وقد شاهد شهود عيان الروبوت الضابط “يدور في مكان واحد وكأن هناك شيئاً ما حدث” قبل وقوع الحادث، لكن السبب الدقيق للسقوط لا يزال قيد التحقيق، وفقاً لما قاله مسؤول في مجلس المدينة للنسخة الإنجليزية لشبكة “فرانس 24”.
إذ قال أحد المسؤولين: “تم جمع القطع وسيتم تحليلها من قبل الشركة”، مضيفاً أن الروبوت “كان يساعد في توصيل الوثائق اليومية، والترويج للمدينة، وتقديم المعلومات” للسكان المحليين.
فيما قال مسؤول آخر: “كان رسمياً جزءاً من قاعة المدينة. لقد كان واحداً منا، وكان يعمل بجدية”.
لكن الصحف المحلية أثارت تساؤلات عن انتحار الروبوت الواضح، قائلةً: “لماذا فعل ذلك الضابط المدني المجتهد؟” أو متسائلة “هل كان العمل صعباً جداً” على الروبوت؟
بينما تحدث مجلس مدينة جومي عند كونه لا يخطط في الوقت الحالي لتشغيل روبوت برتبة ضابط ثاني مرة أخرى مكان هذا الروبوت.
الروبوت لم يتحمل ضغط العمل!
تم تعيين الروبوت في أغسطس/آب 2023، وكان واحداً من أول الروبوتات التي تُستخدم بهذه الطريقة في المدينة الكورية الجنوبية.
كان الروبوت يعمل من الساعة 9 صباحاً حتى الساعة 6 مساءً وكان لديه بطاقة ضابط خدمة مدنية خاصة به.
على عكس الروبوتات الأخرى التي يمكنها عادة استخدام طابق واحد فقط، كان بإمكان روبوت مجلس مدينة جومي استدعاء المصعد والتنقل بين الطوابق بمفرده.
الروبوت صُنع بواسطة شركة Bear Robotics، وهي شركة ناشئة في كاليفورنيا متخصصة في صناعة الروبوتات المساعدة في العمل، كما أشارت صحيفة Daily Mail البريطانية.
حيث تمتلك أعلى كثافة للروبوتات في العالم، حيث يوجد روبوت صناعي واحد لكل 10 موظفين، وفقاً للاتحاد الدولي للروبوتات (International Federation of Robotics).
هل يُمكن للروبوتات أن تنتحر؟
بالطبع ورد هذا السؤال في بالك، طالما أن الروبوت صمم وصنع خصيصاً للقيام بمهام معينة بعد برمجته عليها، فكيف يمكن له أن يقوم بمهمة أخرى (انتحار) بسبب ضجره مثلاً من المهمة التي برمج عليها؟ وكيف يُمكن للروبوت أن يشعر ويتحذ قرارات انفعالية بهذا الشكل!
حاولنا البحث عن الإجابة، ووجدنا التفسيرات التي طرحت هذا الموضوع تتحدث عن أمر واحد “الذكاء الاصطناعي”.
وعلى خلفية “انتحار روبوت” آخر في النمسا في العام 2013 كانت مهمته تتمثل في التنظيف المنزلي، قالت صحيفة The Economic Times إن هذا الحادث هو “أول دليل ملموس” على ما يمكن أن يحققه الذكاء الاصطناعي.
وتحدثت الصحيفة عن أن تطوير أجهزة تعمل بالذكاء الاصطناعي قادرة ليس فقط على أداء مهام معينة، بل أيضاً التغذي بالمشاعر الإنسانية والمعلومات قد “تؤدي إلى الوصول لمستوٍ آخر”.
ففي العام 2017، تداولت الصحف بكثرة خبراً عن انتحار روبوت أمن يدعى ستيف أو K5، بإسقاط نفسه في نافورة في واشنطن العاصمة، لكن بعد التحقيق واسترجاع البيانات من الصندوق الأسود للروبوت تبين أنه لم يكن انتحار بل حادث.
الروبوت الذي صنعته شركة Knightscope كان يقوم بمهمة لرسم خرائط أرضية المجمع، وتبين أنه انزلق على “سطح من الطوب المفكك”، وحدث خطأ تقني لأنه خوارزميته لم تكتشف أن السطح غير متساو عندما انزلق من بعض السلالم، ما أدى إلى سقوط الروبوت ستيف في النافورة وغرقه.
كان الروبوت K5 يحتوي على كاميرا فيديو بزاوية 360 درجة، وعدة ميكروفونات، وأجهزة استشعار جودة الهواء، ولديه قدرات تصوير حراري.
كان يمكن للروبوت مسح ما يصل إلى 1500 لوحة أرقام في الثانية، بينما يمكن للميكروفونات اكتشاف إطلاق النار، وفقًا لموقع Ars Technica وصحيفة The Independent البريطانية.